إبطال الذبيحة والتقدمة الدائمة وإقامة رجاسة الخراب

وعلاقتهما بالقربان المقدس


إبطال الذبيحة والتقدمة الدائمة نُفِذَ في السابق (في العهد القديم) بمنع تقديم الذبيحة والتقدمة الدائمة في هيكل الله الذي بناه سليمان الملك, او الذي اعاد بنائه زربابل, او كان يتم بتخريب الهيكل ذاته ومنع الذبائح والتقادم الدائمة التي تقدم فيه لله تعالى بحسبِ ما طلب الرب من موسى رسماََ ابدياََ دائماََ.


ولكي نفهم الامر بصورة جلية دعنا نرى ما كانت هذهِ التقادم المطلوبة:

في: العدد (28 - 2): مُر بني إسرائيل وقُل لهم قرباني خُبزي مع وقائدي رائحةُ رضاي تحرصون أن تُقربوه لي في وقتِهِ (3) وقل هذه هي الوقيدةُ التي تقربونها للربِ حملان حوليانِ صحيحانِ في كل يوم محرقةََ دائمةََ (4) الحمل الواحدُ تصنعونهُ بالغداةِ والحمل الاخر بين الغروبين (5) وعُشرُ إيفةِ دقيق ملتوتُُ بربعِ الهينِ من زيتِ رضِِ للتقدمةِ (6) محرقة دائمةُُ كما صنعتَ في طور سيناءَ رائحة رضى وقيدةُُ للربِ (7) وسكيبها ربعُ هينِِ لكل حملِِ في القدسِ يُسكبُ سكيبَ مُسكِرِِ للرب .......... .

وفي: الخروج (25 - 23): واصنع مائدةََ من خشب السنط ... (24) وغشها بذهبِِ خالص وضع لها إكليلاََ من ذهب يحيطُ بها ........ (29) واصنع قصاعها ومجامرها وكؤوسها وجاماتها التي يسكبُ بها من ذهب خالص تصنعها (30) واجعل على المائدة خُبزَ الوجوهِ بين يدي دائماََ.

أللاويين (24 - 5): وخُذ دقيقاََ وتخبزَهُ إثني عشرَ قُرصاََ. عُشرَينِ يكون القرص الواحد (6) وتجعلها صفينِ كل صفِِ ستةََ على المائدةِ الطاهرةِ أمام الربِ. (7) وتجعل على كلِ صفِِ لُباناََ نقياََ فيكون للخبزِ تذكاراََ وقوداََ للربِ (8) في كل يوم سبتِِ يُرتبهُ أمام الربِ دائماََ من عند بني إسرائيل ميثاقاََ دهرياََ (9) فيكون لهرون وبنيهِ فياكلونهُ في مكانِِ مقدسِِ  لأنهُ قدس أقداسِِ لهُم من وقائد الربِ فريضةََ دهريةََ.

فالخبز مثل جسد المسيح الفادي والسكيب مثل دم المسيح الرب وطلبَ الربُ أن يوضع الخبز على المائدة كل يوم سبت ميثاقاََ دهرياََ, وأن يكون الخبز لهرون وبنيهِ ياكلونهُ في مكان مقدس وهو قُدسُ أقداسِِ لهم. والخبز الملتوت بالزيت يدل على جسد مسيح الرب الممسوح.

وبحسبِ التاريخ والحقيقة, فقد تم حرق بيت الربِ في سنة (596) ق.م. ومنعت الذبائح والتقادم, كما في:

الملوك الثاني(25 - 8): وفي الشهر الخامس في اليوم السابع من الشهر في السنة التاسعة عشر للملك نبوكدنصر ملك بابل قدِمَ بنوزرادان رئيس الشرطِ عبدُ ملكِ بابل الى أُورشليم (9) وأحرقَ بيتَ الربِ وبيت الملكِ ...... (أيام الملك صدقيا).

وفي ألاخبار الثاني(36 - 18): وجميع آنية بيت اللهِ الكبيرةِ والصغيرةِ وخزائن بيت الربِ وخزائن الملكِ ورؤسائِهِ أخذها ( نبوكدنصر) بأسرها الى بابل (19) وأحرقوا بيت الله وهدموا سورَ أُورشليم وأحرقوا جميع قصورها بألنارِ وأتلفوا كل نفيسِِ من آنيتها (20) والذين نجوا من السيف جلاهم (نبوكدنصر) الى بابل حيثُ صاروا عبيداََ لهُ ولبنيهِ حتى ملكت دولةُ فارسَ. وفي هذا الوقت جاءَت النبوءة أدناه:

دانيال(8-9): وخرج من واحدِِ منها  قرن صغير  ثُمَّ تعاظمَ جدا نحو الجنوب والشرق ونحو فخر الأراضي. (10) وتعاظم حتى إلى جند السماء وأهبطَ إلى الأرض بعض الجندِ والكواكب وداسها (11) وتعاظمَ حتى على رئيس الجند وبأمرهِ نُزِعَت المحرقة الدائمة وهدم مسكن مقدسه. (12) وجعل جند على المحرقة الدائمة بـسببِ المعصية فطرح الحق على الأرض وفعل ونجح. (13) فسمعت قديسا يتكلم. فقال قديسُُ لفلان ألذي يتكلمُ معهُ " إلى متى الرؤيا رؤيا المحرقة الدائمة والمعصيةُ ألمدمرةُ وحتى متى يجعَلُ القدسُ والجندُ مدوسين؟" (14) فقال لي" إلى ألفين وثلاث مئة صباح ومساء ثُمَّ يُطَهَّرُ القدسُ".

فقد أصدرَ الملك الفارسي سيروس الثاني الذي إستولى على بابل سنة (538) ق.م. أمراََ يسمح لليهود بالعودة الى أُورشليم لغرضِ بناء الهيكل من جديد وقد تَمَ إعادة بناء الهيكل على يد زربابل ويشوع بن يوصادق سنة (515) ق.م. ولقد تَم إعادة نفائس الهيكل من بابل ووضعت ثانية في الهيكل, وكان هذا هو الهيكل الثاني وقد سُمِيَ بهيكل زُربابل.

وتوالت الاحداث حتى جاء أنطكيوس إبيفانس وقام بتنجيس الهيكل بتقديم الذبائح الوثنية لزيوس على المذبح المُقدس سنة (168) ق.م. وأحَلَ الضيقة باليهود كما في:

المكابين الاول (1 - 22): فصعِدَ الى أُورشليم (أنطكيوسُ) بجيشِِ كثيفِِ (23) ودخل المقدسَ بتجبرِِ وأخذَ مذبحَ الذهبِ ومنارة النورِ مع جميعِ أدواتها ومائدة التنضيدِ والمساكبَ والجامات ومجامر الذهبِ والحجاب والاكاليلَ والحليةَ الذهبية التي كانت على وجهِ الهيكلِ وحطمها جميعاََ (24) وأخذَ الفضةَ والذهبَ والآنية النفيسة وأخَذَ ما وجِدَ من الكنوزِ المكنونةِ أخذَ الجميعَ وإنصَرَفَ الى أرضِهِ (25) وأكثَرَ من القتلِ وتكلَمَ بتَجَبرِِ عظيمِِ ( 26 ) فكانت مناحةُُ عظيمةُُ في أرضِ إسرائيل في كُلِ أرضِهِم (27) ......... ...... (30) وبعد سنتين من ألأيام أرسَلَ الملِكُ رئيسَ الجزيةِ الى مُدُنِ يهوذا فوفَدَ على أُورشليم في جيشِِ كثيفِِ (31) وخاطبهم خِطابَ سلامِِ مَكراََ فوثِقوا بهِ (32) ثُم هجَمَ على المدينةِ فجأةََ وضربها ضربةََ عظيمةََ وأهلكَ شعباََ كثيراََ من إسرائيل (33) وسَلَبَ غنائمَ المدينةِ وأحرقها بألنارِ وهدمَ بيوتَها وأسوارها من حولها (34) وسبوا النساءَ والاولادَ وإستولوا على المواشي ......... (39) فسفكوا الدم الزكي حول المقدسِ ونجسوا المقدِسَ (46) وأنفذَ الملكُ كُتباََ على أيدي رُسُلِِ الى أورشليم ومدن يهوذا أن يتبعوا سنن الاجانبِ في الارضِ (47) ويمتنعوا عنِ المُحرقاتِ والذبيحةِ والسكيبِ في المقدسِ (48) ويُدنسوا السبوتَ وألأعيادَ ... ... (57) وفي اليوم الخامس عشَرَ من كسلوَ في السنةِ المئةِ والخامسةِ والأربعينَ بنوا رجاسةِ الخرابِ على المذبحِ ..........(59) وما وجدوهُ من أسفارِ الشريعةِ مزَقُوهُ وأحرقوهُ بألنارِ (60) وكل من وجِدَ عندهُ سِفرُُ من العهد أو إتبعَ الشريعةِ فإنَهُ مقتولُُ بأمرِ الملكِ ......

وقام الميكابيين بالثورة وإنتصروا أخيراََ وقاموا سنة (163)ق.م. بتدشين الهيكل من جديد, اي بعد ستة سنين ونصف (2300يوم) من موعد تنجيسه, كما ذكرت النبوءة تماماََ.

وفي سنة (63) ق.م. إستولى الرومان على أُورشليم, وفي سنة (20) ق.م. قام هيرودس الكبير بترميم الهيكل من جديد وقامَ بتوسعتِهِ وإضافة أجزاء جديدة اليهِ وأكمل ألبناء سنة (26) م. أي دام الترميم والبناء (46) سنة.

إلى هنا واكبنا ورأينا كيف أُقيمت رجاسة الخراب ومنعت التقدمة الدائمة في العهد القدبم , اما فيما يلي سننتقل إلى العهد الجديد لنواكب كيف ستقوم رجاسة الخراب وكيف ستمنع التقدمة الدائمة في أواخر الايام.

فإبتدأ العهد الجديد عندما جاء المسيح الرب ليبشر بفدائه وخلاصه وفي أثناء رسالته قام بتكثير الخبز مرتين:

متى(15-34): فقال لهم يسوعُ كم عندكم من الخبزِ؟ فقالوا سبعةُُ ويسير من السمكِ. (35) فأمر أن يتكيء ألجمعُ على الارضِ (36) ثُمَّ أَخذَ ألسبعةَ ألأرغفة وألسمكَ, وشكرَ وكسَرَ وأعطى تلاميذهُ, والتلاميذُ ناولوا ألجمعَ. (37) فأكلوا جميعهُمُ وشبعوا ورفعوا ما فضَلَ مِنَ ألكِسَرِ سبعَ سلالِِ مملؤة (38) وكانَ ألآكلونَ أربعةَ آلافِ رجلِِ سوى ألنساءِ والصبيانِ.


وفي: متى(14- 17): فقالوا لهُ ما عندنا ههُنا إِلا خمسةُ أرغفةِِ وسمكتانِ (18) فقالَ لهمُ هَلمَّ بها إلى هنا (19) وأمرَ بجلوسِ ألجموعِ على ألعُشبِ , ثُمَّ أخذَ ألخمسةَ أرغفةَ وألسمكتينَ ونظَرَ إلى السماءِ وباركَ وكَسَرَ وأَعطى ألأرغفةَ لتلاميذهُ وناولَ ألتلاميذُ الجموعَ. (20) فأكلوا جميعهمُ وشبعوا ورفعوا ما فضَلَ من ألكِسرِ إِثنيْ عشرةَ قفةََ مملؤةََ (21) وكانَ ألآكلونَ خمسةَ آلافِ رجلِِ سوى ألنساءِ وألصبيانِ.


وفي كل مرة كان الخبز ألمُكَثر يزيد على حاجة المتواجدين, لكن في كل مرة كان الفاضل ليسَ ارغفة كاملة, بل من ألكِسرِ , دلالةََ  لجسد الرب ألمكسور ليُعطَى لكل متواجد من البشر يطلبُ ألخلاص.

 

وشرح الرب للتلاميذ واليهود بأنَّ خبز الوجوه كان للكهنة فقط, وليسَ لعامةََ ألشعب, ولم يكن يحل لداؤد الملك ورجاله الاكل منه, كما في:


متى(12- 3): فقالَ لهم أَما قرأتُم ما فعلَ داؤدُ حينَ جاعَ هو وألذينَ معهُ (4) كيفَ دخَلَ بيتَ ألله وأكلَ خُبزَ ألتقدمةِ ألذي لا يَحلَّ لهُ أكلُهُ ولا للذينَ معهُ, إِلا للكهنةِ وحدهُمْ.

وإبتدأ الرب يفهم اليهود بأنَّ المن الذي أُعطي لهم من السماء كان رمزاََ لجسده فقط, واما جسدهُ الحقيقي الذي تجسدَ بهِ, فهو المأكل الحقيقي لنيل الخلاص والحياة الابدية, وهو الخبز الذي يُعطي من أكله الحق بمشاركة الرب يسوع المسيح في حياتهِ الابدية ألإلاهية, فقال:

يوحنا(6-48): أنا هو خُبزُ ألحياةِ (49) آبآؤكم أكلوا ألمنَّ في البريةِ وماتوا. (50) هذا هو ألخُبزُ ألنازِلُ من ألسماءِ , لكي لا يموتَ كُلُّ من يأكُلُ منهُ (51) أَنَا هُوَ الْخُبْزُ الْحَيُّ الَّذِي نَزَلَ مِنَ السَّمَاءِ. (52) إِنْ أَكَلَ أَحَدٌ مِنْ هذَا الْخُبْزِ يَحْيَا إِلَى الأَبَدِ. وَالْخُبْزُ الَّذِي سَأُعْطِيهِ أنا هُوَ جَسَدِي الَّذِي أَبْذِلُهُ مِنْ أَجْلِ حَيَاةِ الْعَالَمِ . (52) فَخَاصَمَ الْيَهُودُ بَعْضُهُمْ بَعْضًا قَائِلِينَ:" كَيْفَ يَقْدِرُ هذَا أَنْ يُعْطِيَنَا جَسَدَهُ لِنَأْكُلَهُ؟ (53) فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ:"الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنْ لَمْ تَأْكُلُوا جَسَدَ ابْنِ الإِنْسَانِ وَتَشْرَبُوا دَمَهُ، فَلَيْسَ لَكُمْ حَيَاةٌ فِي ذاتِكُُمْ (54) مَنْ يَأْكُلُ جَسَدِي وَيَشْرَبُ دَمِي فَلَهُ ألحَيَاةٌ أَلأبَدِيَّةٌ، وَأَنَا أُقِيمُهُ فِي الْيَوْمِ الأَخِيرِ، (55) لأَنَّ جَسَدِي مَأْكَلٌ حَقيقيٌٌّ وَدَمِي مَشْرَبٌ حَقٌّيقيُُّ (56) مَنْ يَأْكُلْ جَسَدِي وَيَشْرَبْ دَمِي يَثْبُتْ فِيَّ وَأَنَا فِيهِ (57) كما ارسلني ألآبُ ألحيُّ وأنا أحيا بألآبِ فالذي يأكُلَني يحيا هو أيضاََ فيَّ (58) هذَا هُوَ الْخُبْزُ الَّذِي نَزَلَ مِنَ السَّمَاءِ, لَيْسَ كَألمنِ ألذي أَكَلَهُ آبَاؤُكُمُ  وَمَاتُوا. مَنْ يَأْكُلْ هذَا الْخُبْزَ فَإِنَّهُ يَحْيَا إِلَى الأَبَدِ".


ومن ألملاحظ قول السيد الرب يسوع المسيح : " لأَنَّ جَسَدِي مَأْكَلٌ حَقيقيٌٌّ وَدَمِي مَشْرَبٌ حَقٌّيقيُُّ" فهو لم يقل إِنَّ هذا رمز لجسدي أو رمز لدمي, أو أنا أُقيم أو أحُلَّ في هذا الخبز او في هذا الخمر, بل قال بالحرف " مَنْ يَأْكُلْ جَسَدِي وَيَشْرَبْ دَمِي يَثْبُتْ فِيَّ وَأَنَا فِيهِ " , فهنا نفهم من كلام الرب يسوع فهماََ واضحاََ لا لبسَ فيهِ:  بأَنَّ الخيز وألخمر هما جسد الرب ودمهُ ألحقيقيان.


فكيف سيأكل المؤمنين جسد الرب, فهل سياكلون لحمه ويشربون دمه الذي تجسد به؟ فلكم من البشر سيكفي؟ لمليون مثلاََ كل ياكل حبة صغيرة منه؟ فما سيفعل بقية البشر؟ ايبقون من دون جسد الرب والحياة الابدية؟ فلهذا كثر المسيح الرب الخبز امام التلاميذ والشعب؟ اي ليعلموا إن جسده هو سيكون الخبز الذي سيتم تكثيره لكل البشرية, وإِنَّهُ سيكفيها لا بل سيزيد ايضاََ!


ولن يبقى احد من دون ان يأخذ نصيبه من هذا الجسد الرباني الخلاصي, ولن يكون هناك من ينحرم منه إن هو اراد ان يأكل فصح الرب, ولن يكون هناك من يشتكي ويخبر بأنَّهُ لم يبقى له شيء ليأخذ نصيبه هو ايضاُُ منه, لذا زاد الخبز المكثر كل مرة عن حاجة المتواجدين, ولم يبقى ارغفة كاملة ابداََ, بل دائماََ بقي من الكسر, اي الخبز المكسور, اي جسد الرب الممزق والمقدم على الصليب ليتناوله الجميع, لا بل ليزيد عن حاجة الشعب دائماََ, فهو خبز الحياة الابدية التي لا تنضب ابداََ!

ثُمَّ أخبرَ يسوع تلاميذَهُ عن علامات النهاية كما في:

متى (24 - 1): ثُم خرج يسوع من الهيكل ومضى فتقدم تلاميذهُ ليُروهُ بناءَ الهيكل. (2) فأجاب وقال لهم إنظروا هذا كُلَهُ. الحقُ أقولُ لكُم إنَهُ لا يُتركُ ههنا حجرُُ على حجرِِ إلا يُنقض ........ (6) وستسمعون بحروبِِ وبأخبارِ حُروبِِ. أُنظروا لا تقلقوا فإنهُ لابدَ أن يكون هذا كلهُ ولكن لا يكون المنتهى إذ ذاك (7) ستقومُ أُمةُُ على أُمةِِ ومملكةُُ على مملكةِِ وتكونُ أَوبئةُُ ومجاعاتِِ وزلازلُُ في أماكِنَ شتى (8) وهذا كلهُ أول المخاضِ ... (11) ويقومُ كثيرونَ من الأنبياءِ الكذبةِ ويضلونَ كثيرينَ ( 12 ) ولكثرةِ الاثِمِ تَبردُ المحبةُ من الكثرينَ (13) ومن يصبر الى المنتهى يخلُص (14) وسَيُكُرزُ بإنجيلِ الملكوتِ هذا في جميعِ المسكونةِ شهادةََ لكلِ الاممِ وحينئِذِِ يأتي المُنتهى . (15) فمتى رأيتُم رجاسةِ الخرابِ التي قيلَ عنها بدانيالَ النبيِ قائمةََ في المكانِ المُقدسِ. ليفهَمِ القارىُْ (16) فحينئذِِ الذي في اليهوديةِ فليهرب الى الجبالِ (17) والذي على السطحِ فلا ينزِل لياخُذ شيئاََ من بيتِهِ (18) والذي في الحقلِ فلا يرجِع ليأخذ ثَوبَهُ (19) الويل للحبالى والمُرضعاتِ في تلكَ الايامِ (20) صلوا لئَلا يكونُ هربكُم في شِتاءِِ أو في سبتِِ (21) لأنهُ سيكونُ حينئذِِ ضيقُُ شديدُُ لم يكُن مثلهُ مُنذُ أولِ العالم الى الان ولن يكونَ (22) ولولا أن تلكَ الايامَ ستُقصرُ لما يخلصُ ذو جَسَدِِ لكن لأجلِ المختارين ستُقَصَرُ تلكَ الايامُ (23) حينئِذِِ إن قالَ لكُم أحدُُ إن المسيح ههنا أو هناكَ فلا تُصَدقوا (24) فسيقومُ مُسَحاءُُ كذبةُُ وأنبياءُُ كذبةُُ ويعطونَ علامات عظيمةََ وعجائِبَ حتى إِنَهُم يضلونَ المُختارينَ لو أمكنَ (25) هآنذا تَقَدَمتُ فقلتُ لكُم (26) فإن قالوا لكم ها إنهُ في البريةِ فلا تخرجوا أو ها إِنَهُ في المخادعِ فلا تُصدِقوا (27) مثلما أن البرقَ يخرجُ من المشارقِ ويظهَرُ الى المغاربِ كذلكَ يكونُ مجيْ إبنِ البشرِ........ (29) وعلى أثَرِ ضيقِ تلكَ الايامِ تظلمُ الشمسُ والقمرُ لا يُعطي ضوءَهُ والكواكبُ تَتَساقطُ من السماءِ وقواتُ السماءِ تَتَزعزعُ (30) حينئِذِِ تظهرُ علامةُ إبنِ البَشَرِ في السماءِ وتنوحُ حينئِذِِ جميعُ قبائلِ الارضِ ويرونَ إبنَ البشَرِ آتياََ على سحابِِ السماءِ بقوةِِ وجلالِِ عظيمينِ (31) ويرسِلُ ملائكتِهِ بِبوقِِ وصوتِِ عظيمِِ فيجمعونَ مُختاريهِ من الرياحِ الاربعِ من أقاصي السماواتِ الى أقاصيها....... .

والآن نسأل ماذا ذُكِرَ بدانيال النبي عن رجاسةِ الخرابِ لنفهَمُ ؟

دانيال(9 - 24): إن سبعينَ أُسبوعاََ حُدِدَت على شعبِكَ وعلى مدينةِ قُدسِكَ لإفناءِ المعصيةِ وإزالةِ الخطيئةِ وتكفيرِ الإثمِ وألإتيانِ بألبرِ الابدي وإختِتَامِ الرؤيا والنبؤةِ ومَسحِ قُدوسِ القدوسينَ (25) فأعلم وافهَم. إنهُ من صدورِ الامرِ بإعادةِ بِناءِ أُورشليم الى المسيحِ الرئيسِ سبعةُ أسابيعَ وإثنانِ وستونَ إسبوعاََ فتعودُ تُبنى السوقُ والسورُ في ضيقِ الاوقاتِ (26) وبعد الاسابيعِ الاثنين والستينَ يُقتَلُ المسيحُ والشعبُ الذي يُنكِرَهُ لا يكونُ لهُ وشَعبُُ رئيسُُ آتِِ يُدَمِرُ المدينةَ والقدسَ وكما بألطوفانِ يكونُ إنقضاؤُها والى إنقضاءِ القتالِ يكونُ التخريبُ المقضيُ (27) وفي إسبوعِِ واحدِِِ يَبُتُ لكثيرينَ عهداََ ثابتاََ وفي نصفِ الاسبوعِ يُبطِلُ الذبيحةِ والتقدمةِ وفي جِناحِ الهيكلِ تَقومُ رجاسةِ الخرابِ والى الفناءِ المقضيِ ينصبُ غَضَبُ الله على الخرابِ.

فبحسبِ التاريخ الفعلي, ومن تاريخ صدور الامر بإعادة بناء اورشليم واسوارها (سنة 20 لأرتحششتا) أي سنة 445 ق.م. إلى صلب الرب 69 اسبوعاََ, بحسبِ النبوءة, اي 483 سنة بالكمال والتمام, وقد تمت النبوءة بالحرف, وصلبَ الرب بالموعد المحدد.


وفي العلية عندما كان الرب يأكل الفصح مع التلاميذ:


متى (26-26): وَفِيمَا هُمْ يَأْكُلُونَ أَخَذَ يَسُوعُ الْخُبْزَ، وَبَارَكَ وَكَسَّرَ وَأَعْطَى التَّلاَمِيذَ وَقَالَ:"خُذُوا كُلُوا. هذَا هُوَ جَسَدِي". (27) وأخذَ وشكرَ وأعطاهُم قائلاََ إِشربوا من هذا كُلكُم (28) لأَنَّ هذَا هُوَ دَمِي الَّذِي لِلْعَهْدِ الْجَدِيدِ الَّذِي يُسْفَكُ مِنْ أَجْلِ كَثِيرِينَ لِمَغْفِرَةِ الْخَطَايَا.


ففي العلية عندما أعطى الرب الخبز إلى التلاميذ, وقال لهم إصنعوا هذا لذكري, إستبدل الرب خبز الوجوه المقدم كتقدمة دائمة على ألمائدة في الهيكل, بجسده الذي يُكسر من اجل التلاميذ والمؤمنين بفداء الرب يسوع المسيح على الصليب, أي بخبزِ القربان الذي قدمهُ لتلاميذهُ, فهو بهذا قد جعل تلاميذهُ وكل من يؤمن بفداء الرب عن كلامهم , هم الكهنة الجدد للعهد الجديد, أي كل المؤمنين أصبحوا بهذا الكلام كهنةََ للربِ بدلَ اللاويين. وهذا هو ما تفعلهُ كنائسُ الله السبعة من وقت السيد المسيح والى قيامِ الساعةِ. فهي تُقَدِم الخبز الغير مختمر قرباناََ للمؤمنين وتقدم الخمر شركةََ لدم المسيح. ويقول المؤمنون عند تناول القربان المقدس: كُلما أكلنا هذا الخبز وشربنا هذهِ الكأس نُخبِرُ بموتِ الرب الى أن يأتي.


الرؤيا(1- 5): ومن يسوع المسيح الشاهد ألأمين وبِكرِ ألأموات ورئيسِ ملوكِ ألأرضِ ألذي أحبنا وغسلنا بدمهِ من خطايانا (6) وجعلنا ملكوتاََ وكهنةََ للهِ أبيهِ لهُ ألمجدُ وألعِزةُ إلى دهرِ ألدهورِ, آمين.


وفي العلية ايضاََ قال الرب بالحرف وبالنص: هذا هو جسدي, وهذا هو دمي, ولم يذكر كلمة رمز جسدي او رمز دمي, ولم يقل انا أُقيم او أنا أحل في هذا الخبز او الخمر. فمن يقول برمزية او عدم إستحالة الخبز او الخمر إلى جسد ودم الرب يسوع الحقيقيين, فهو يمهد لإبطال او التشكيك بالتقدمة وسر الإفخارستيا الذي رسمهُ الرب في العلية مع تلاميذه, ويضع اسس رجاسة الخراب في الإيمان بكلام الرب الواضح وضوح الشمس.

هذا وبعد قتلِ المسيح وصلبهِ نكرهُ اليهودُ ولم يصبحوا شعباََ لهُ, ثُم أتى شعبُُ رئيسُُ وهُم الرومان سنة (70) م. بأمرةِ القائد تيطس ودمروا المدينةَ والقدسَ وخُرِبَ الهيكل. ونهبَ الرومانُ الهيكلَ وأخذوا المنارةَ الذهبية ومائدةَ التقدمةِ واللتين ظهرتا في استعراضِ النصر الذي اقامَهُ تيطس بمناسبةِ إنتصارهِ ولا زالت صورتيهما منقوشةََ على حائطِ بوابةِ النصرِ في روما القديمةِ .

* والآن (في العهد الجديد ) وبعد أن هُدمَ الهيكل ولم يبقى فيه حجر على حجر, وبعد أن إستبدل الرب يسوع المسيح الذبائح وقدم نفسه كذبيحة ابدية ولمرة واحدة على الصليب لفداء البشر المؤمنين بفدائهِ , وإستبدل الهيكل المبني من حجارة صخرية بهيكل مبني من حجارة حية, اي المؤمنين عندما قال:

كورنتس الاولى(3- 16): أما تعلمونَ أنكُم هيكَلُ اللهِ وأن روحَ اللهِ مُستَقِرُُ فيكُم (17) من يُفسِد هيكلَ اللهِ يُفسِدهُ اللهُ لأنَ هيكلَ اللهِ مُقَدَسُُ وهو أنتُم.

فذبيحة الصليب التي قُدِّمت مرة واحدة وإلى الأبد في الجلجثة، وذبيحة الإفخارستيا التي تُقدَّم مراراً في كنائس الله على الارض, لا يمكن فصلهما عن بعضهما البعض. فهما نفس الذبيحة الواحدة، وإن كانتا مُتميِّزتين الواحدة عن الأخرى.

والمؤمنون الذين يتناولون القربان (الخبز) والخمر (الدم) في الكنائس, إنما هم بالحقيقة , يتناولون جسد الرب ودمه الحقيقيين الذين قدما على صليب الجلجثة, وهم بتناولهم جسد الرب وشربِ دمهِ, يثبتون فيهِ, وهو فيهم فيهب لهم حق المشاركة في حياتهِ الابدية ألإلاهية.


يوحنا (6- 53): فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ:"الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنْ لَمْ تَأْكُلُوا جَسَدَ ابْنِ الإِنْسَانِ وَتَشْرَبُوا دَمَهُ، فَلَيْسَ لَكُمْ حَيَاةٌ فِي ذاتِكُُمْ (54) مَنْ يَأْكُلُ جَسَدِي وَيَشْرَبُ دَمِي فَلَهُ ألحَيَاةٌ أَلأبَدِيَّةٌ، وَأَنَا أُقِيمُهُ فِي الْيَوْمِ الأَخِيرِ، (55) لأَنَّ جَسَدِي مَأْكَلٌ حَقيقيٌٌّ وَدَمِي مَشْرَبٌ حَقٌّيقيُُّ (56) مَنْ يَأْكُلْ جَسَدِي وَيَشْرَبْ دَمِي يَثْبُتْ فِيَّ وَأَنَا فِيهِ .

فهنا نسأل, " أن كان الهيكل قد خُرِب ولم يبقى فيهِ حجرُُ على حجرِِ فأين ستقوم رجاسةُ الخرابِ التي قيلَ عنها بدانيال النبي؟ " وما هي رجاسة الخرابِ هذهِ؟

ولكي نفهم الموضوع نذهب:

اولاََ الى التاريخ فنرى إن الدولة الاسلامية فتحت وإستولت على أُورشليم أيام عمر بن الخطاب وكان ذلك سنة (638) م. وكان أن إمتنعَ عمر بن الخطاب من الصلاةِ في كنيسةِ القيامةِ خوفاََ أن يجعلها أتباعهُ لاحقاََ جامعاََ أو مَعلَماََ إسلامياََ فيُخرِبوها وينقِضوا العهد العُمري الذي قطعَهُ هو بِنَفسِهِ لأهلِ الكتابِ من المسيحيين, فقام بالصلاةِ في الخارجِ وبالتحديدِ فوق الصخرةِ والتي كانت الشيْ الوحيد الذي تبقى كعلامة لمكان الهيكل, وهنا أقام معاوية لاحقاََ جامعاََ ليحُجَ اليهِ المسلمون من دولتِهِ بدلَ ذهابهِم الى مكة حيثُ كان أهل البيت هناك يُؤجِجونهم عليهِ حيثُ كان قد إغتَصَبَ الخلافةِ منهم, ثُم قامَ الخليفة عبد الملك بن مروان لاحقاََ ببناءِ جامع قُبَةِ الصخرةِ فوق الصخرة عندما أرادَ أن يبني جامعاََ لم يكن قد بُني مثلهُ من قبلُ, فبعثَ وطلبَ من ملكِ القسطنطينيةِ أن يبعثَ لهُ بالعمالِ والصُناعِِ والمهندسين لغرضِ بناء الجامعِ, وهَدَدَهُ في حالةِ رفضِهِ أن يقوم بتخريبِ وإزالةِ كل الكنائس والمعالم المسيحيةِ في أُورشليم, فلبت القسطنطينية أمر الخليفة وأقام الخليفة إثنين من طرفِهِ لغَرضِ ألإشرافِ على سير العمل وأنفقَ خِراج مصر لعِدةِ سنين لغرضِ البناءِ. وقد أُكمِلَ بناء جامِعُ قبةِ الصخرةِ في سنة (691) م. وأحاطَ بالصخرة التي كانت في جِناحِ هيكلِ زربابل وفي المكان الذي سبق وعينه اللهُ لإبراهيمَ وداؤدَ.

هذا وقدإستمرَ الحكم الاسلامي على القدس الشرقية لغاية الشهر السادس لسنة (1967) م. حيثُ عادَ اليهودُ الى المدينة وحكموها وإنتهت بذلك أزمنةُ الأُمَمِ التي تكلم عنها السيد المسيح .

وهنا نعود للسوال ثانيةََ, والآن: أين ستقوم رجاسة الخراب التي قال عنها الرب والتي ذُكرت في نبوءةِ دانيال؟ وكيق سَيتم إبطال الذبيحة والتقدمة الدائمة, في ايامنا هذهِ, اي في آخر الأيام , ووقت الضيقة العظيمة؟


وهنا نود أن نشير إلى أن هذهِ الرجاسة والخراب في الإيمان قد بدأت وبدأ التمهيد لها عند بدء ما يُسمى بحركات ألإصلاح, فبدأ السيد مارتن لوثر بثورته ألتي أعلنها بسبب صكوك الغفران, ولكي يتخلص من عهد بتوليتهِ الذي قطعهُ على نفسهِ بدخولهِ سلك الكهنوت, فقد اعلن لوثر الثورة ليسَ على الكنيسة الكاثوليكية فحسب, بل على المسيح ذاته, وعلى سر الأفخارستيا (سر القربان المقدس) فشكك بكلام الرب الصريح, لكنَّهُ لم يذهب إلى ما ذهبِ إليهِ الذين جاؤا بعده, بل إكتفى وحاولَ جاهداََ أن يقول  "بعدم إستحالة الخبز والخمر إلى جسد الرب يسوع المسيح ودمه  أثناء القداس ألإلاهي", بل قال " يحل الرب يسوع المسيح ذاته في الخبز والخمر المكرسين اي في القربان  المقدس والخمر".

 فلو كانت ثورة لوثر على صكوك الغفران وسلطة البابا فقط, لكان هناك نتيجة إصلاحية مرجوة من ثورته, لكنَّهُ بتشكيكه في إستحالة الخبز والخمر إلى جسد ودم الرب, شكك وابطل كلام الرب الواضح وبدأ وإبتدأت الخطوة القاتلة الأولى لنكران سر تناول جسد الرب ودمه الحقيقييين كما رسم هو في العلية.


لكن في بداية طريقِ لوثر مع من إنظمَّ اليه من أعوان, مثل زونكلي وكالفن, إبتدأ الإنحراف يتزايد, والأعوان اصبحوا أعداء, وكُلُُ أخذ طريقاََ غير الذي اصر عليهِ مارتن لوثر وحاول التمسك به, فبدأ زونكلي يقول برمزية الخبز والخمر لجسد الرب يسوع المسيح, ثم بعد ذلك أبطل القداس الإلاهي واوقفهُ تماماََ ومنعهُ نهائياََ في كل الاماكن التي سيطر عليها, وإبتدأ بالتحريض ضد لوثر وضد فرضية لوثر بحلول الرب يسوع المسيح في القربان والخمر, وإفترق الصديقان وتباعدا.


 وكذلك حصل مع كالفن, فهو الآخر بدأ متعاطفاََ مع لوثر في ثورته, وإنتهى إلى رمزية الخبز والخمر, ورفض إستحالة او حلول الرب في القربان! وإبتدأ مبدأ ورجس الخراب في الايمان, وبدأ نكران مصداقية كلام الرب يسوع المسيح في كلمتِهِ عندما قال: " لأَنَّ جَسَدِي مَأْكَلٌ حَقيقيٌٌّ وَدَمِي مَشْرَبٌ حَقٌّيقيُُّ "


فما إبتدأ ليكون ثورة على تسلط البابا على الدول الأوربية, والكهنوت, وصكوك الغفران , أصبح جحوداََ بكلام الرب يسوع المسيح ومصداقية كلمته, وعدم إيمانِِ في ذبيحته والتقدمة الدائمة التي رسمها في العلية, لإعطاء البشر فرصة لنيل الحياة الابدية, بأكل جسدهِ وشربِ دمهِ لينالوا مغفرة لخطاياهم وحياةََ ابدية ووحدانية في كيان الرب والثالوث الاقدس.


وقد كذبَ كُلَّ من قال عكس كلام الرب الصريح وبالنص" لأَنَّ جَسَدِي مَأْكَلٌ حَقيقيٌٌّ وَدَمِي مَشْرَبٌ حَقٌّيقيُُّ " ! فهو يعتدي على كلام الرب ويحرفَهُ بحسبِ أَهوائِهِ, ويجعلَ الرب كاذباََ, فحاشا وألف حاشا, لا بل كذب هو! وهو يجلب بكلامهِ المشكك هذا في كلامِ الرب يسوع دينونةََ لذاتهِ ولِكُلِّ من يؤمن ويقبل بكلامه وبتشكيكهِ. وكُلَّ من يقبل بكلام المشككين ويعتبر الخبز والخمر رمز لجسد الرب ودمهِ , فهو بالمقابل يثبت في المسيح رمزياََ ايضاََ, وليسَ حقيقياََ وفي آخرِ المطافِ يهلك ويموت, كما مات اليهود الذين أكلوا المن, الذي كان فقط رمزاََ لجسد الرب يسوع المسيح!


وحتى القديس بولس قال:

1 كورنثوس(10-16): كَأْسُ الْبَرَكَةِ الَّتِي نُبَارِكُهَا، أَلَيْسَتْ هِيَ شَرِكَةَ دَمِ الْمَسِيحِ؟ الْخُبْزُ الَّذِي نَكْسِرُهُ، أَلَيْسَ هُوَ شَرِكَةَ جَسَدِ الْمَسِيحِ؟ (17) فَإِنَّنَا نَحْنُ الْكَثِيرِينَ خُبْزٌ وَاحِدٌ، جَسَدٌ وَاحِدٌ، لأَنَّنَا جَمِيعَنَا نَشْتَرِكُ فِي الْخُبْزِ الْوَاحِدِ.


وايضاََ في: 1 كورنثوس(11-23):  لأني  تَسَلَّمتُ مِنَ الرَّبِّ ما قد سَلَّمتُه إِلَيكُم، وهو أَنَّ الرَّبَّ يسوع في اللَّيلَةِ الَّتي أسلِمَ فيها أخَذَ خُبْزًا (24) وشَكَرَ، ثُمَّ كَسَرَه وقال: " خذوا كلوا هذا هو جَسَدي الذي يُكسر لأجلِكُم. اِصنَعوا هذا لِذِكْري." (25) وكذلك الكَأسِ مِن بَعدَ العَشاءِ قائلاََ  "هذه الكَأسُ هي العَهْدُ الجَديدُ بِدَمي. إصنعوا هذا كُلُّمَا شَرِبتُم لِذِكْري (26) فإِنَّكُمَ كُلَّمَا أَكَلتُم هَذا الخُبْز وشَرِبتُم هذِه الكَأس تُخبرونَ بِمَوتِ الرَّبِّ إِلى أن يَأتي. (27) فأيّ إنسانِِ أكلَ ْخُبْزَ ألرب، أَوْ شَرِبَ كَأْسَه وهو خلافِ ألإسْتِحْقَاق، يَكُونُ مُجْرِمًا فِي جَسَدِ الرَّبِّ وَدَمِهِ.  (28) فليَختَبِرِ الإِنسانُ نَفْسَه، ثمَّ يَأكُلْ هكذا مِن هذا الخُبْز ويَشرَبْ مِن هذِه الكَأس. (29) لأَنَّ الَّذِي يَأْكُلُ وَيَشْرَبُ وهو خلافِ ألإسْتِحْقَاق إِنما يَأْكُلُ وَيَشْرَبُ دَيْنُونَةً لِنَفْسِهِ، إِذ لم يُُمَيِّزٍ جَسَدَ الرَّبِّ.


 فكلام القديس بولس واضح فهو يصف شركة دم المسيح, وشركة جسد المسيح , ويقول إننا نشترك في الخبز الواحد, اي الجسد الواحد, والذي هو جسد الرب ذاته, فأرغفة الخبز المختلفة عبر الأزمنة لا تبقى واحدة ليشترك كل المؤمنين فيها, بل جسد الرب ذاته يبقى واحداََ أبد الدهور, ولا يتغيير ابدا, فالرب هو هو بالأمس واليوم وإلى منتهى الدهر والأزمنة.


ثم ينْقُلْ القديس بولس كلام الرب: "هذا هو جَسَدي، و هذا هو دمي"  بالحرف وليسَ بالرمز, لا بل يذهب إلى أكثر من ذلك فيقول: "مَنْ أَكَلَ هذَا الْخُبْزَ، أَوْ شَرِبَ كَأْسَ الرَّبِّ، بِدُونِ اسْتِحْقَاق، يَكُونُ مُجْرِمًا فِي جَسَدِ الرَّبِّ وَدَمِه" أي جسده ودمه الحقيقيين, ولا رمزية في هذا ابداََ, فالذبائح الحيوانية هي فقط كانت رمزاََ لذبيحة الرب.


نعم هذا الطعام الروحي, الذي رسمهُ الرب في العلية, هو الطعام الروحي الحقيقي النازل من السماء, لكي ما يحيا ألإنسان الذي يأكله حياةََ ابدية, ويأخذ محلهُ ليكون واحداََ ومتحداََ في الشركة الثلاثية ألأزلية, في ألآب وألإبن وألروح القدس, وليشارك الرب يسوع المسيح في حياتهِ الابدية اللانهائية, وليكون أحد اعضاء شعب الله المختار السماوي, الذين فداهم الرب بدمهِ المراق الثمين, وجسده الذي مُزِقَ وتقطع فداءََ للبشرية على صليب الجلجثة.


وهنا نعود إلى نبوءة دانيال ثانيةََ:

دانيال(7 - 19): فرغبتُ في الاطلاعِ على حقيقةِ الحيوانِ الرابعِ الذي كانَ مُخالفاََ لسائرها وهائلاََ جداََ الذي أسنانهُ من حديدِِ وأضفارهُ من نحاسِِ وقد أكلَ وسحقَ وداسَ الباقي برجليهِ (20) وعلى القرون العشرةِ التي في رأسهِ وعلى الآخرِ الذي طلعَ فسقطت من أمامِهِ ثلاثةُُ ذلك القرنِ الذي لهُ عيونُُ وفمُُ ينطِقُ بعظائمَ ومنظرهُ أعظمُ من أصحابهِ (21) وقد رأيتُ فإذا بهذا القرنِ يُحاربُ القديسينَ فغلبهم (22) حتى جاءَ القديم الايامِ فأُوتي قديسوا العلي القضاءَ وبلغَ الزمانُ وحازَ القديسون المُلكَ (23) فقال هكذا إن الحيوان الرابع يكون المملكةَ الرابعةَ على الارضِ فتكونُ مُخالفةََ لسائرِ الممالكِ فتأكل الارضَ كُلِها وتدوسها وتسحقها (24) والقرون العشرةَ التي من هذهِ المملكةِ هي عشرةُ ملوكِِ يقومون ويقومُ بعدهم آخرُُ وهذا يُخالِفُ الاولينَ ويُخضِعُ ثلاثةِ ملوكِِ (25) وينطِقُ بأقوالِِ ضدَ العليِ ويبتلي قديسي العليِ ويُخالُ أنهُ يُغيرُ الازمنةَ والشريعةَ وسيدفعونَ الى يدهِ الى زمانِِ وزمانينِ ونصفِ زمانِِ (26) ثُم يجلسُ أهلُ القضاءِ فيُزالُ سُلطانُهُ ويُدمَرُ ويُبادُ على الدوامِ.

فقد قامت امريكا (الحيوانِ الرابعِ) واليهود النورانيين, اي حكومة العالم الخفية وساندوا, بل أقاموا دولة إسرائيل, ليُهيئوا للحرب وينصروا المسيح الكذاب ضدَّ الرب وملائكتهِ في معركةِ هرمجدون العتيدة والتي اصبحت على الابواب. وإسرائيل بدورها أذلت ثلاث دولِِ عربية من حولها وإحتلت أراضيها, كما توضح النبوءة أعلاه, لا بل تذهب النبوءآت إلى القول بأَنَّ المسيح الكذاب سيظهر في اورشليم القدس ذاتها, حيثُ صُلبَ رَبُنا. وسيُحلُ الضيقة العظيمة بالمسيحيين واليهود ايضاََ, ولمدة ثلاثِ سنوات ونصف.


وقد تراجع الإيمان بشكلِِ ملحوظ منذ سنة 1958 بخطواتِِ سريعة, وبدأت الكنائس تُدخل الحداثة والتطور إلى ألإيمان, وكأَنَّ الايمان يجب أن يكون هو ألآخر على المودة, ويواكب النظم العلمانية, والنظريات الإقتصادية, وموسيقى القرن العشرين, والروك أند رول والجاز, فتوقف الإعتراف بالخطايا للكاهن, وتعرى شعر النساء, ونسينا أقوال القديس بولس, بأّنَّهُ عارُُ على المرأة أن تكشف رأسها في الكنيسة! ومن يدخل كنيسة الرب يسوع لا يرسم علامة الصليب على وجههِ ولا يسجد من بعد, فلا إحترام لحظور الرب في كنيسته, وكانَّ الرب لم يَعُد حاضراََ في القربان المقدس الذي في تابوتِ العهد على المذبح, وسُمِحَ للمؤمنين أن يتناولوا القربان من دونِ سجودِِ للرب, ومن دونِ خشوعِِ ويطرح القربان بأدي المؤمنين حتى ولو لم تكن نقية او طاهرة, فهو مجرد جسد الرب, فلما تهولون الموضوع, فخذوا كلوا وتمننوا وتحننوا على الرب! فأصبح المؤمنين هم الإلاه المتفرعن المدلل.


ولم يعد هناك منعاََ على ألكهنة وبأعلى درجات الكهنوت ألإنتماء إلى الحركات الماسونية, واليهود النورانيين, واصبحوا على غفلةِِ من الزمن يستطيعون أن يخدموا الله والمال والحركات الماسونية, وإنتشرت الفضائح البنكية الكنسية. وتم تغطية ومدارات فضائح دعارة بعض ضعاف النفوس من الكهنة, فاصبح الذين يجب أن يكونوا قدوة والمثل ألأعلى هم موضع التهكم والسخرية, فيجلبوا العار على الايمان والمؤمنين, وكنائس الله. وتراجع عدد الحاضرين في الكنائس, وبيعت الكنائس واصبحت دوراََ للعب القمار او ملاهي , نعم تهتك الايمان, ودخل السوس في كلِِ مكان, وأعوذُ بالله من الشيطان, فهو اليوم من يحكُمَ أَلإِنسان!


ودعنا نرى ماذا سيحصل بحسب النبؤآت والواقع الجديد:


دانيال(12- 1): " وفي ذلك الوقت يقوم ميخائيل الرئيس العظيم القائم لبني شعبك ويكون زمان ضيق لم يكن منذ كانت أمة إلى ذلك الزمان. وفي ذلك الوقت ينجو شعبك كل من يوجد مكتوبا في السفر. ... (7) فسمعت الرجل اللابس الكتان الواقف على مياه النهر وهو قد رفع يمناه ويسراه نحو السماوات وحلف بـالحي إلى الأبد: " إنه إلى زمان وزمانين ونصف زمان, فإذا تم تشتيت يد الشعب المقدس تتم هذه كلها ". ... (11) ومن وقت إزالة المحرقة الدائمة وإقامة رجس المخرب ألف ومئتان وتسعون يوما. (12) طوبى لمن ينتظر ويبلغ إلى الألف والثلاث مئة والخمسة والثلاثين يوما. (13) أما أنت فاذهب إلى النهاية فتستريح وتقوم لقرعتك في نهاية الأيام".


وفي: الرؤيا(13 - 11): ورأيتُ وحشا آخر طالعا من الارض له قرنان:كالحمل وكان يتكلم كالتنين (12) ويستعمل كل سلطان الوحش الاول أمامه ويجعل الارض وسكانها يسجدون للوحش الاول الذي برئ جرحه المميت. (13) ويصنع عجائب عظيمة حتى إنه يُنزل ناراََ من السماء على الارض على مرآى الناس. (14) ويضل سكان الارض بالعجائب التي أُوتي أن يعملها أمام الوحش آمراََ سكان الارض أن يصنعوا صورة للوحش الذي كان به جرح السيف وعاش. (15) وأُوتي أن يجعل في صورة الوحش روحاََ حتى تتكلم صورة الوحش وتأمر بقتل كل من لا يسجد لصورة الوحش. (16) وجعل الجميع الصغار والكبار. الاغنياء والفقراء , الاحرار والعبيد يتسمون بسمة في أيديهم اليمنى أو في جباههم. (17) ولا يستطع أحد منهم أن يشتري أو يبيع الا من كانت عليه السمة أو إسم الوحش أو عدد اسمه. (18) هنا الحكمة, من كان ذا فهم فليحسب عدد الوحش فإنه عدد إنسان وعدده ست مئة وستة وستون.

فمن هو؟ من هذا الذي يستطع أن يعمل العجائب ويتكلم كالتنين أي كابليس؟

فنسأل القديس بولس من هو؟ فيقول في:

2 تسالونيكي (2 - 3): لا يخدعنكم أحد بوجه من الوجوه لانه لابد أن يسبق الارتداد اولا ويظهر إنسان الخطيئة إبن الهلاك (4) المعاند المترفع فوق كل ما يُدعى الهاََ أو معبوداََ حتى أنهُ يجلس في هيكل الله ويري من نفسه إنه هو الله . (7) فإن سر الاثم آخِذُُ في العمل غير إن العائق يعوق الان الى أن يرفع من الوسط (8) حينئذِِ يظهر الذي لا شريعة له فيهلكه الرب يسوع بنفس فمه ويبطله بسني مجيئه (9) ويكون مجيئه بعمل الشيطان بكُلِ قوة وبالعلامات والعجائب الكاذبة (10) وبكل خدعة ظلم في الهالكين لأنهم لم يقبلوا محبة الحق ليخلصوا.

هل بقي من شك من هو؟ نعم إنه المسيح الكذاب الخارج من القرن الصغير, ويكون في اورشليم عند قتل الشاهدين ألذين سيشهدون للبشر بأّنَّ النهاية قادمةُُ.

ويقول ويجلس في هيكل الله ويُرِي من نفسه إنه هو الله. وهذا معناه إنه كالحمل ويتكلم كالتنين. اي يدعي إنه هو المسيح الحي ولكنه إبليس, ويكون هذا الادعاء في هيكل الله. (اي رجاسة الخراب في المكان وفي جوهر الايمان). ولو لم تُقَصَرَ الايام الى ثلاثة سنوات ونصف فقط لما خَلُصَ أحد.

فعلى يده تأتي الضيقة العظيمة التي تكلم عنها الانبياء والوحي. وهنا يسقط الشهداء الواحد تلو الاخر. فألضيقة تأتي على الذين في الداخل أي ربع الارض التي يتسلط عليها المسيح الكذاب, والحرب والضيقة على الذين في الخارج, ولكثرة الاثم تبرد محبة كثيرين ويخال إنه الحق نفسه, ويُخال أنه يُغير الازمنة والشريعة,  وبعجائبه يحاول أن يضل حتى المختارين, لو أمكن.

وقد تم تقنين, بل في اوقات كثيرة منع بناء الكنائس, او حتى ترميم ما آل للسقوط منها, في الكثير من الدول منذُ العصور الغابرة, وحتى ايامنا هذهِ نكايةََ بالمسيحيين, وسرقت اراضيهم وقراهم تدريجياََ, وما كان دولاََ مسيحية بالكامل لم يبقى فيها اليوم ولا حتى مسيحي واحدِِ, وفي هذهِ الأيام إِشتَدَّ تهجير وإِبتدأ قتل المسيحيين في العراق ومصر وسينتشر إلى جميع الشرق الاوسط والكثير من الدول ألأُخرى, اي لتشتيت يد الشعب المقدس, كما في نبوءة دانيال الفصل الثاني عشر والمستقبل يبدو مظلماََ تماماََ.

وكما توالت الاحداثُ وقامت رجاسة الخرابِ على مذبَحِ هيكلِ زربابل عندما جاء أنطكيوس إبيفانس وقام بتنجيس الهيكل بتقديم الذبائح الوثنية لزيوس على المذبح المُقدس سنة (168) ق.م. وأحَلَ الضيقة باليهود, هنا أيضاََ تقوم رجاسةُ الخرابِ عندما يقوم المسيح الكذاب في هيكل الله مدعياََ انهُ الحمل أي المسيح الحقيقي ويقوم المسيح الكذاب بإضطهاد اليهود والمسيحيين مُدعياََ بأنهُ ليس إبن الله, وإنَهُ إبن مريم , ولم يُصلب أبداََ, وينكر الفداء, فيقتل الشاهدين اللذين سيُرسلهما الله للشهادة في اورشليم عند إِنتهاء مدة شهادتهما (1260 يوماََ). ويأمُرَ بقتلِ كلِ من يؤمن بالمسيح الحقيقي وفدائِهِ, وكل مَن لديهِ نسخة من الانجيل أو التوراة يُقتل مدعياََ بأنها مُزورة, ويتهِم المسيحيين بألشرك ويُحِل الضيقة باليهودِ والمسيحيين ويمنعهم عن البيع أو الشراءِ إلا إذا حملوا علامتِهِ على جباهِهِم أو أيديهم ويستمر على هذهِ الحال لمدةِ زمان وزمانين ونصفُ زمان, أي ثلاثة سنوات ونصف, الى أن يأتي المسيح الحي الحقيقي في مجدهِ على السحابِ ويكون مجيئهُ في كَبَدِ السماءِ كالشمسِ التي تظهرُ من المشارقِ وتذهب الى المغاربِ ليراهُ كل البشرِ وتكون علامةُ صلبهِ معهُ رداََ حاسماََ على من قالوا شُبِهَ بصَلبِهِ.

والمسيح الكذاب عدو الرب يسوع المسيح الفادي سيلغي القداديس,  ويسخر من القربان المقدس, لان جسد الرب الغافر للذنوب, ومعطي الحياة الابدية للبشر, لا يلائم رغبات ابليس الشيطان فهو ُأي ابليس يريد إهلاك البشر,  وبحسبِ نبوءة عذراء فاطيمة سنة 1917 في البرتغال, سيتم تدمير روما تماماََ وربما نووياََ, ويُقتل البابا وكرادلتهِ وحتى العلمانيين الذين يسيرون وراءهُ. وكذلك بحسبِ نبوءة لا ساليت سنة 1846 فإِنَّ باريس ستُباد ومدينة مرسيليا تُدمر, وبفرنسا سيصبح اقل من ربع سكانها مسيحيين فقط, وكذلك بحسب  نبوءة ملاخي فالبابا الحالي "بينيدكتوس" السادس عشر هو البابا رقم 111 وألأخير بحسبِ هذهِ النبوءة, والذي سيليه لن يكون من إختيار الكاردينالات او البشر, بل سيختاره الرب يسوع المسيح, وسيوحد كنيسة الرب بأجمعها بأمر الرب قبل ظهور الكذاب, وعلى الاغلب هو الذي سيقتل عند ابادة روما العتيدة.

 

ولا تسألوا عن الآية 11 من الفصل الثاني عشر من دانيال, فهي قد تشير إلى موعد نهاية العالم لمن يعرف تفسيرها, يا رب أرحمنا !


لكننا نعلم علم اليقين بأنَّ الشاهدين سيمكثون 1260 يوماََ, ثُم يقتلهم المسيح الكذاب في مدينة القدس, ويبقى هو 1260 يوماََ من تاريخ ظهوره بحسب سفر الرؤيا, ثُمَّ ياتي الرب يسوع المسيح في مجدهِ السماوي. اي ستتم النبوءة ادناه بالكامل (سبع سنين = اسبوع واحد), فيُعيد الشاهدين لثلاث سنوات ونصف شعباََ كثيراََ إلى الرب فيُبتُ لهم بمواعد الرب عهداََ ثابتاََ, ويُقيم الكذاب رجاسة الخراب, ويمنع القداديس والقربان, فيمنع ويبطِلْ التقدمة ألإلاهية الدائمة التي رسمها الرب في العلية, لانًَّهُ سيدعي بأَنَّهُ هو الرب وبأَنَّهُ لم يُصلب أبداََ, وبأَنَّهُ ليسَ إبن الله والاقنوم الثاني.


دانيال(9 - 27): وفي إسبوعِِ واحدِِِ يَبُتُ لكثيرينَ عهداََ ثابتاََ وفي نصفِ الاسبوعِ يُبطِلُ الذبيحةِ والتقدمةِ وفي جِناحِ الهيكلِ تَقومُ رجاسةِ الخرابِ والى الفناءِ المقضيِ ينصبُ غَضَبُ الله على الخرابِ.


فنحنُ في الايام الاخيرة, وقريبين من وقت النهاية, ومقدم المسيح الكذاب, ألذي سيُقيمَ رجاسة الخراب, ويمنع تحضير وتناول القربان المقدس في كنيسة الله! وبدل وحدتنا لنكون قادرين لمجابهتهِ, نحنُ متفرقين في شتى الاتجاهات, نتلاسن على بعضنا البعض, نُفَرِق ونفترق, ولكن لا يوجد أحد يعمل من اجلِ وحدة الكنيسة الواحدة التي أسسها الفادي بدمه! الكل يتكلم عن الوحدة, لكن لا يُنفذ, فالمصالح والمراكز اصبحت أهم مِنْ مَنْ نقول بأننا نتبعه مع كل الاسف!


ولو لم يختار الرب البابا القادم شخصياََ ليوحد كنيسته, لم ولن نتوحد حتى قيام الساعة! وهو من سيعيد كلمة الرب التي حرفتها اهواء الترجمات المغرضة لتخريب الايمان من بعد سنة 1965, إلى سابق رونقها ونقائها, وعلى الاغلب سيظهر الرب على يدهِ ما اخفاه النبي ارميا, اي تابوت العهد ومذبح البخور وبقية خيمة الإجتماع التي عملها موسى نبي الله!


ولكننا نتعزى بكلام الرب له المجد:

في الرؤيا (3- 12): من غلب فإني أجعله عموداََ في هيكل الاهي فلا يعود يخرج وأكتب عليه أسم مدينة الاهي اورشليم السماوية الجديدة النازلة من السماء من عند الاهي وإسمي الجديد (13) من له إذن فليسمع ما يقوله الروح للكنائس.




نوري كريم داؤد


17 / 01 / 2010



"إرجع إلى ألبداية"